أصل الحكايه

يحكى أن الشمس والريح اختلفتا ذات يوم حول قدرة كل منهما على تحقيق أهدافها, وتقول الحكاية ان اعرابيا , كان يسير في الصحراء مرتديا عباءته, فقالت الشمس للريح : هيا جربي قوتك واجعلي هذا الاعرابي يخلع عباءته, ابتسمت الريح لانها واثقة من الفوز وبدأت تجمع قوتها لتفوز في هذا التحدي ثم هجمت على الاعرابي بكل ما لديها من عنفوان وضراوة مما دفعه للتشبث بعباءته مخافة ان تطير , فما كان من الريح الا ان ضاعفت مجهودها وصبت جام غضبها عليه, لكنه لم يزدد الا تمسكا بالعباءه والتصاقا بها وعندئذ شعرت الريح بأنها غير قادرة على هزيمة الاعرابي فانسحبت مكسورة الخاطر!!!
ثم جاء دور الشمس فأرسلت أشعتها الهادئه ..الدافئة. فشعر الاعرابي بالحرارة تسري في جسده ولم يجد بدا من خلع العباءة .

قد تكون هذه الحكاية منسوجة من الخيال , لكنها بالتأكيد تعكس صورة الواقع الحقيقي في عالمنا المعاصر فلم تعد القوة وحدها على تحقيق الاهداف المطلوبة حتى وان توهم البعض ذلك , بل ان الحكمة هي التي تمتلك المفتاح السحري للوصول الى الغايات المنشودة والمراد المطلوب , ورغم ما يدعيه الكثيرون أن الحكمة باتت سلاح الضعفاء وفاقدي السلطة للاتخاذ القرار , ورغم ما تفعله القوة في هذا العصر , لكن ذلك لن يغير من الحقيقة شيئا , ومن لا يصدق عليه التأكيد بنفسه فيسأل الشمس والريح عن أصل الحكاية؟!!!!



Qassim